الأحد، 21 أغسطس 2011

بسبب الثورة غالية محمود .. من خادمة الى نجمة تلفزيون 25 يناير


بسبب الثورة غالية محمود .. من خادمة الى نجمة تلفزيون 25 يناير

ألقت الثورة المصرية الضوء على الكثيرين من شباب البلاد الموهوبين، الذين عبروا عن إبداعاتهم المختلفة في ميدان التحرير، والذين إنطلقوا بحرية من رحم الثورة يفرغون ما يدور في عقولهم وقلوبهم للعالم أجمع. وغالية علياء محمود شابة مصرية تبلغ من العمر 33 عاماً لم تسع للشهرة، لكن ذلك لا يعني ان الشهرة لم تكن لتسعى اليها فاتحة أبوابها على مصراعيها، ليصبح تاريخ 25 يناير حداً يفصل حياتها الى ما قبله وبعده.
فقد تحول تاريخ 25-01-2011 الى ما هو أشبه برقم بطاقة اليانصيب ذي الحظ السعيد ، بعد ان التفت لها رجل الأعمال محمد جوهر حين قرر تأسيس قناته التلفزيونية الخاصة التي تحمل اسماً يحاكي تاريخ انطلاق الثورة، فعرض عليها عملاً في قناته الجديدة(25 يناير). وبذلك أدار الحظ أخيراً وجهه الجميل لخادمة متواضعة، بعد 33 عاماً من الحرمان والمعاناة على إثر وفاة والدها وهي في سن الطفولة، مما دفعها الى العمل وإخوتها الثمانية لتوفير ما يمكن توفيره من مستلزمات الحياة.
لم يختلف مجال عمل الشابة المصرية في التلفزيون الجديد عما كانت تقوم به قبل الثورة في حياتها العملية، التي بدت وكأنها بروفة امتدت طويلاً قبل العرض الأساسي الذي سيلتف حوله ملايين المشاهدين.
فقد عرض مالك التلفزيون عليها العمل كمقدمة برنامج طهي يطرح فكرة غير متداولة سابقاً في مصر، تتركز حول إمكانية إعداد أطباق متكاملة، تقدر على إعدادها أي اسرة ذات دخل محدود جداً.
وقد نجحت غالية محمود نجاحاً باهراً في تقديم البرنامج، الذي بدأ يبث حلقاته منذ مطلع الشهر الجاري، تزامناً مع حلول شهر رمضان، وذلك لما تتمتع به من روح الدعابة والنكتة الحاضرة، التي يتميز بها المصريون عموماً، كما انها تحولت بعد فترة وجيزة الى "رمز لروح العدالة والتغيير الاجتماعي في مصر."
وحول برنامجها تقول غالية محمود انه يشبه الى حد كبير تلفزيون الواقع، لأنه قريب من الناس ومن ظروف الحياة التي يعيشها قسم كبير من المصريين البالغ تعدادهم 80 مليون نسمة، لافتة الى ان التحدي الحقيقي يكمن في إمكانية إعداد وجبة لإطعام أسرة كاملة بـ 4 دولارات فقط.
وعلى الرغم من ان عمر برنامجها لم يتجاوز شهراً واحداً، إلا ان ذلك لم يمنع الكثير من الرجال بالتعبير عن إعجابهم الشديد بغالية محمود، كما عرض بعضهم عليها الزواج، دون الإشارة الى ما اذا كان ذلك إعجاباً بها كسيدة مدبرة ام بمهاراتها في المطبخ.
ولم يقتصر التعبير عن الإعجاب بها على ذلك فقد رشحها عدد منهم لتبوأ منصب الرئاسة في البلاد، الأمر الذي يعيد الى الأذهان قولاً مأثوراً لزعيم الثورة البلشفية فلاديمير لينين، يفيد بأنه باستطاعة حتى طباخة ان تقود بلداً.
إذا كان المصريون لايزالون في مرحلة تأمل جني ثمار الثورة، فإن غالية محمود قد بدأت تحصد هذه الثمار بالفعل عبر حصولها على فرصة ذهبية، حولتها من خادمة في أحد المنازل الى نجمة تلفزيون تشق طريقها وبثقة نحو شهرة واسعة. وبكل تأكيد لم تكن هذه السيدة المصرية تتوقع في يوم من الأيام وهي تقف في المطبخ تشعل عود كبريت إنما تشعل نار الأمل، وان نيران ثورة شعبية عارمة ستندلع في لحظة لتلهب الأحاسيس وتعيد الإيمان بالغد الأفضل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق